المجمع الأنطاكي للروم الارثوذكس يدعو لرفع الحصار المفروض علي سوريا.

الثلاثاء 18/أكتوبر/2022 - 12:41 م
طباعة المجمع الأنطاكي للروم روبير الفارس
 
انعقد المجمع الأنطاكي المقدس برئاسة غبطة البطريرك يوحنا العاشر (يازجي) بطريرك  أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس في دورته العادية الثالثة عشرة ودورته الاستثنائية الرابعة عشرة 2022 في البلمند وذلك بحضور كل من أصحاب السيادة المطارنة: 
الياس (أبرشيّة بيروت وتوابعها)، الياس (أبرشيّة صيدا وصور وتوابعهما)، دمسكينوس (أبرشية ساو باولو وسائر البرازيل)، سابا (أبرشيّة حوران وجبل العرب)، جورج (أبرشيّة حمص وتوابعها)، سلوان (أبرشيّة جبيل والبترون وما يليهما)، باسيليوس (أبرشية عكّار وتوابعها)، أفرام (أبرشيّة طرابلس والكورة وتوابعهما)، إغناطيوس (أبرشية فرنسا وأوروبا الغربية والجنوبية)، إسحق (أبرشية ألمانيا وأوروبا الوسطى)، غطاس (أبرشية بغداد والكويت وتوابعهما)، سلوان (أبرشية الجزر البريطانية وإيرلندا)، أنطونيوس (أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما)، نقولا (أبرشية حماه وتوابعها)، باسيليوس (أبرشية أستراليا ونيوزيلاندا والفيلبين)، إغناطيوس (أبرشية المكسيك وفنزويلا وأمريكا الوسطى وجزر الكاريبي)، أثناسيوس (أبرشية اللاذقية وتوابعها)، يعقوب (أبرشية بوينس آيرس وسائر الأرجنتين)، أفرام (أبرشيّة حلب والإسكندرون وتوابعهما) ونيفن صيقلي متروبوليت شهبا وممثل بطريرك أنطاكية لدى بطريرك موسكو. وحضر الأسقف غريغوريوس خوري أمين سر المجمع المقدس.
واعتذر عن الحضور المطران سرجيوس (أبرشية سانتياغو وتشيلي). وقد حضر المطران بولس يازجي المغيّب بفعل الأسر في صلوات آباء المجمع وأدعيتهم. وعلي مستوي  القضايا العامة دعا المجمع إلى رفع الحصار الاقتصادي الآثم المفروض على سوريا. وهو الحصار الذي يستهدف أولاً وأخيراً الإنسان السوري وينعكس أيضاً على دول الجوار هجرةً وتهجيراً. يهيب الآباء بالأسرة الدولية ضرورة تغليب منطق الحوار والتلاقي بين الشعوب بدلاً من فرض الحصارات التي تستهدف الشعب والمواطن بالدرجة الأولى. يدعو الآباء إلى تكثيف الجهود من أجل تغليب منطق الحوار والحل السياسي في التعامل مع الأزمة السورية التي ومع انحسارها في هذه الآونة لا زالت تثقل كاهل الإنسان في سوريا غلاءً وحصاراً وتهجيراً وصعوبة حياةٍ بعد أن أنهكته إرهاباً وخطفاً وحروباً. يشدد الآباء على وحدة التراب السوري وعلى مبادئ المواطنة والعيش الواحد سبيلاً للنهوض بسائر المجتمعات والدول.
يعبر آباء المجمع عن حزنهم الشديد لما آلت إليه الأوضاع في لبنان الحبيب، بسبب السياسات المدمرة، وعجز الدولة عن عزل الصراع السياسي عن دورها في ممارسة الحكم. وهم يناشدون القائمين في السلطة، وضع حد لهذا الفساد المنظم في إدارة موارد الدولة، والإقلاع عن اعتماد السياسات غير الملائمة، التي تزيد في مآسي الشعب، وتدر الأرباح الطائلة على المتحكمين بمصير البلاد. كما يدعونهم للإسراع في توفير الخدمات الحياتية اللازمة، والسعي لتخفيف هموم الناس المعيشية على كل الصعد، والانصراف إلى وضع خطة إنقاذية للوطن بدل التلهي بمحاولة إنقاذ مصالحهم وضمان استمرارهم في السلطة.
وأمام تقاعس الدولة وتلكؤها عن القيام بواجباتها، وفي ظل الاختناق المعيشي الذي يصيب معظم اللبنانيين الذين باتوا عاجزين عن تأمين أبسط مقومات الحياة، والذين بات بعضهم يلقي بنفسه في قوارب الموت، هربًا من جحيم انعدام الأمان الاجتماعي، يعزي الآباء أهل الضحايا، ويناشدون المسؤولين فتح ورشة اصلاحية لرسم سياسية اقتصادية واجتماعية، ولوضع خطة تضمن النمو الاقتصادي، وتستأصل مكامن الفساد وهدر المال العام. ويشكرون جميع الجهات المانحة والجمعيات الخيرية التي تعمل على تخفيف معاناة اللبنانيين، ويثمنون عمل الأبرشيات الإغاثي والاجتماعي، ويدعون أبناءهم، ولاسيما القادرين من بينهم، في الوطن والانتشار، إلى تمتين خدمة المحبة والتعاون في التخفيف من أثقال الحياة على إخوتهم المحتاجين. يناشد الآباء الجميع إحقاق العدالة في ملف انفجار مرفأ بيروت، ذاك الجرح الذي لم يندمل منذ أكثر من عامين. 
يعبّر آباء المجمع عن رفضهم الشديد لكل ما يحكى حول شغور سدّة رئاسة الجمهورية. ويدعون السادة النواب إلى تحملّ مسؤولياتهم الوطنية وإتمام هذا الاستحقاق الدستوري في موعده، وانتخاب رئيس للجمهورية مؤهل وقادر على وضع لبنان على طريق الاصلاح والتعافي والنهوض واستعادة دوره الريادي.
توقف الآباء عند ما جرى ويجري في فلسطين التي تُتناسى قضيتها المحورية. ودعا الآباء جميع دول العالم إلى تطبيق قرارات الشرعية الدولية القائلة بحقّ العودة وضمان حق الشعب الفلسطيني.
يصلي الآباء من أجل العراق ومن أجل سائر شعوب وبلدان المنطقة كما ويسألون الله أن ينير عقول المسؤولين عن مصائر الشعوب في العالم والمنطقة لكي يتحسسوا أولاً وأخيراً آلام إنسان هذه الديار الذي يكتوي بنار الصراعات ويدفع من دمع ودم أبنائه ضرائب الحروب والصراعات.
توقف الآباء عند ما يعصف بعالمنا اليوم من أزمات ناتجة عن الصراعات بين قوى هذا العالم، ترخي بوطأتها بشكل خاص على المستضعفين في الأرض وعلى الشعوب الفقيرة التي باتت مهددة بسلامتها وبأمنها الغذائي. وفي ظل ما يشهده العالم من نزاعات، أكدوا على دور الكنيسة وقادتها في العمل على تحقيق المصالحة من خلال نشر لطف المسيح.
تابع آباء المجمع بألم عميق وحزن شديد الأحداث المؤلمة في أوكرانيا والتي تترك ارتداداتها على العالم أجمع، ورفعوا صلواتهم الحارة من أجل السلام في أوكرانيا وفي العالم أجمع، ومن أجل أن يلهم الرب القدير أصحاب القرار تغليب منطق السلام واعتماد لغة الحوار من أجل تجنيب الجميع المزيد من الدمار والخسائر البشرية والمادية.


شارك