"مجلس الجهاد الحوثي" أداة إيران لدعم الميليشيات والتغلغل في اليمن

السبت 29/أكتوبر/2022 - 11:26 ص
طباعة مجلس الجهاد الحوثي فاطمة عبدالغني
 
رغم اعتراف قيادات الحرس الثوري  بانتشار ضباط إيرانيين مع ميليشيا الحوثي في اليمن، وتدريب عناصرها، تنفي إيران باستمرار دعم ميليشيا الإرهاب.
وفي هذا الإطار كشف مركز مكافحة الإرهاب في أكاديمية "West Point" العسكرية الأمريكية  في دراسة حديثة بعنوان "مجلس الجهاد الحوثي: القيادة والسيطرة في حزب الله الآخر" أعدها ثلاثة باحثين متخصصين في الشأن اليمني هم: مايكل نايتس، وعدنان الجبرني، وكيسي كومبس، عن تحكم الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني بقرار ميليشيا الحوثي، رغم  جهودهم المبذولة لإبقاء الطبيعة اليمنية للميليشيا الحوثية.
وسلطت الدراسة، الضوء على سلطة القيادة العليا لميليشيا الحوثي ودور إيران فيما يسمى "مجلس الجهاد" الذي يرأسه زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي.
واستعرضت الدراسة نشأة وتطور الجناح السياسي والعسكري لميليشيا الحوثي، والارتباط العضوي بين الحوثيين وحزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني.
وقالت الدراسة  إن "مجلس الجهاد الحوثي" الذي (اُستنسخ عن حزب الله ويعتبر أعلى سلطة في الهيكل القيادي لمليشيا الحوثي ويرأسه عبدالملك الحوثي) يعد شريكا بارزا لإيران.
وأضافت، أن العلاقة بين الطرفين، ليست علاقة ضرورة، بل تحالف قوي وعميق الجذور يرتكز على تقارب إيديولوجي قوي وتحالف جيوسياسي.
وأكدت أن لمجلس “الجهاد الحوثي” تشابه دون شك مع مجلس الجهاد التابع لحزب الله اللبناني، بما في ذلك مركزية وظائف الاستخبارات ومكافحة التجسس.
وبحسب تقييم الدراسة، فإن هناك الكثير من الأدلة على أن عبد الملك الحوثي نادرا ما يلتقي بكل أعضاء مجلس الجهاد بسبب الاحتياطات الأمنية الصارمة التي يتخذها. كما لا يلتقي بأي من القادة الحوثيين الآخرين، باستثناء أحمد حامد وأحسن الحمران.
وتحدثت الدراسة، عن أن للمجلس أمانة مصغرة، تعرف بمكتب الجهاد، ويديرها شخص يكنى بأبي  محمد، وهو من أحد الموالين لعبدالملك الحوثي وبطلق عليه الأمين العام أو المقرر، يساعده في الإدارة ممثلين إيرانيين ولبنانيين.
وأوضحت أن مجلس  الجهاد الحوثي، يشمل ضمن الأعضاء الكاملين مراقبا من المجلس العام (يمثل أيضا المجلس التنفيذي)، ومسؤول العمليات، ومسؤول المناطق العسكرية، ومسؤول تحضيرات الجهاد، ومسؤول القوات الخاصة، والمسؤول الأمني.
وتشير الدراسة، إلى مساعدة مسؤولو العمليات والمناطق العسكرية في مهام التنسيق العملياتي عبر المناطق العسكرية الجغرافية المختلفة. كما يركز مسؤول إعداد الجهاد على قضايا التجنيد والتعبئة وتشكيل القوة.
وأوضحت أن تصفية مليشيا الحوثي الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، في ديسمبر 2017 مكنتها  من السيطرة العسكرية الكاملة وغير المقيدة لأول مرة. كما مكنت "مجلس الجهاد الحوثي" المؤلف من حوالي تسعة أعضاء، ممارسة سلطته بكل أريحية.
ووفقًا للدراسة، فإن عبدالملك الحوثي ودائرته المقربة ليسوا سوى وسطاء ضعفاء، يعززهم أكثر من عقد من النصائح والإجراءات الأمنية الداخلية التي قدمتها إيران وحزب الله اللبناني.
وأشارت إلى حكم القادة الحوثيين من خلال “السيطرة الاستبدادية”، وقمع المعارضين عبر تطبيق منطق القهر والهيمنة، خصوصا تجاه القبائل.
كما تقدم الدراسة تقييما لطول عمر الدعم العسكري المقدم من حزب الله  للحوثيين والذي يعود إلى ما قبل 2010، والحرس الثوري الإيراني  عبر فيلق القدس الذي أسس مع حزب الله جهود المساعدة العسكرية الأولى للحوثيين.
ولفتت إلى رعاية حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني للحوثيين في الحروب الرابعة والخامسة والسادسة ضد الحكومة في صعدة.
وأكدت على أن الجهة الرائدة في تقديم المشورة القتالية للحوثيين حزب الله وفيلق القدس.
وتطرقت الدراسة إلى إطلاق الحوثيين عقب سيطرتهم على صنعاء في 2014 سراح متهمين من حزب الله اللبناني كانوا محتجزين لدى الحكومة بعد ضبطهم في 2013 أثناء تهريبهم أسلحة إلى الحوثيين.
 وأوردت العديد من الشواهد والمعلومات حول تهريب الأسلحة ونقل التكنولوجيا والوقود الإيراني عبر قيادات إيرانية ولبنانية من حزب الله إلى اليمن.
وذكرت أن من يتولى التجنيد والتعبئة في صفوف الحوثيين هو القيادي عبدالرحيم حمران، ويدير الهيئة العامة للتعبئة الحوثية. كما  يشرف على المشرفين المحليين في مناطق سيطرة الحوثيين ويدير عملية التجنيد والتعبئة عبر ثلاثة مستويات: توزيع المجندين وفق التخصصات وتطوير احتياطي التعبئة على غرار قوات الباسيج الإيرانية أو كتائب الدعم والإشراف على التدريب العسكري للمجندين.
ونبهت الدراسة من الخطر التي تمثله مليشيا الحوثي وتهديدها لممرات الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب وأمن دول الخليج وشركائها الغربيين.

شارك