اعتقال شبكة تجسس.. تصاعد التوتر بين أذربيجان وإيران

الأربعاء 01/فبراير/2023 - 12:50 م
طباعة اعتقال شبكة تجسس.. علي رجب
 

في ظل تصاعد التوترات بين طهران وباكو ، اعتقلت حكومة جمهورية أذربيجان "شبكة تجسس إيرانية"  تضم 39 شخصا، اغلبها ينشط في مؤسسات دينية.
وبحسب وكالة الأنباء الرسمية لجمهورية أذربيجان ، أعلنت وزارة الداخلية بجمهورية أذربيجان أنها حددت واعتقلت هؤلاء الأشخاص الذين كانوا يقومون "بأعمال تخريبية وتخريبية" تحت ستار الشؤون الدينية ".
ورصدت وكالة الأنباء الأذربيجانية "توران"  أن هناك 22 مدرسة من الـ150 مدرسة شيعية في البلاد "تحت سيطرة إيران".
ويشكل "طاليون" و"تاتيون" -وهما مجموعتان عرقيتان تتحدثان لغات هجينة من الفارسية- أبرز أدوات إيران للتغلغل وتغيير هوية أذربيجان بتحويل شيعتها إلى نظام ولاية الفقيه.
وبحسب هذا التقرير ، فإن هؤلاء الأشخاص ، الذين تظاهروا بأنهم متدينون "تابعون لولاية الفقيه الايرانية"، نشروا دعاية لصالح إيران على الشبكات الاجتماعية وأساءوا إلى حرية المعتقدات الدينية في بلادنا.
وأضافت وزارة الداخلية في أذربيجان أن هؤلاء الأشخاص "يقومون بالفعل بالواجبات الموكلة إليهم من قبل الخدمات الخاصة الإيرانية ويخالفون تقليد التسامح الذي نشأ في أذربيجان".
مراسم تشييع جنازة ضابط أمن يعمل في سفارة أذربيجان في طهران أورخان زيوروف ، الذي قتل خلال الهجوم على السفارة.
وكما جاء في بيان وزارة داخلية  أذربيجان ، فإن المعتقلين شاركوا في الاحتفالات الدينية للمواطنين الأذربيجانيين ونشطوا في الشبكات الاجتماعية بهدف "خلق التمييز والصراع الطائفي بين الناس ، وبهذه الطريقة خلقوا الفوضى في المجتمع ".
وجاء في الإشعار أيضا أن المعتقلين نقلوا "المعلومات" التي جمعوها "إلى الدوائر الخاصة" التي طلبوها منهم.
ومع ذلك ، باستثناء شخص واحد ، فإن هوية المعتقلين الآخرين غير معروفة.
وبحسب ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية لجمهورية أذربيجان ، فإن أحد المعتقلين هو مطلب باغاروف المعروف باسم حاج مطالب ، صاحب قناة إنتراز تي في وسلام نيوز ، وكلاهما يعتبران من "المشجعين" للجمهورية الإسلامية.
وتم تأسيس قناة إنتراز تي في عام 2002 وسلام نيوز في عام 2010.
يأتي هذا الخبر بالتزامن مع تصاعد التوترات بين إيران وأذربيجان بعد أن هاجم مسلح إيراني سفارة البلاد في طهران.
رداً على هذا الهجوم ، أوقفت أذربيجان سفارتها في طهران وأعادت الدبلوماسيين وعائلاتهم من إيران إلى باكو.
وفي اكتوبر 2021 اعتقلت السلطات الاذرية عددًا كبيرًا من رجال الدين الشيعة داخل البلاد، أبرزهم مسردار باباييف، الذي حكمت عليه المحكمة المركزية في العاصمة باكو بالسجن لأربعة أشهر حسب قانون أمن الدولة، وكانت السُلطات الأذربيجانية قد اعتقلته قبل ذلك بنفس التُهم، المتمثلة بالولاء والارتباط بإيران، وحكمت عليه بالسجن ثلاث سنوات.
كما رصد امن أذربيجان تسيس الحرس الثوري مليشيات حركة المقاومة الإسلامية الأذربيجانية "حسينيون" وهي جماعة ارهابية تسعى طهران لتكون نسخة من الميليشيات الايرانية في العراق وسوريا وأفغانستان.
واسس مليشيات حركة المقاومة الإسلامية الأذربيجانية شخص اذري يدعي توحيد إبراهيم بيغلي، أحد أشد معارضي الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، مطلع العام 2016، برفقة عدد من الشيعة الآذريين الذين كانوا يدرسون في حوزتي "قم" و"مشهد:" داخل إيران.
وذكر موقع "أوراسيا نت"، أن حكومة أذربيجان تشعر بقلق متزايد إزاء ما تعتبره تزايد التلاعب الإيراني بالشيعة في البلاد، وقال محلل قريب من الحكومة إن أجهزة الأمن في أذربيجان قدمت مؤخرًا إلى كبار المسؤولين الحكوميين تقريرًا يصف كيف زادت إيران من نفوذها في مناطق أذربيجان.
ويشعر العديد من الأذربيجانيين بالانزعاج من تزايد ظهور الممارسات الشيعية في البلاد، وقال النائب زاهد أوروك: "عندما رأيت أطفالًا لا يمتلكون فهمًا حقيقيًّا للدين، ويشاركون في هذه الممارسات الشيعية، اعتقدوا أنهم قد يصبحوا انتحاريين يتم إرسالهم للقتال بسوريا في المستقبل".
ويري مراقبون أن الأوضاع بين أذربيجان وإيران تتصاعد بين البلدين، إلى اقصى درجات الصراع.
وأوضح مراقبون أن هناك العديد من المخاوف الإيرانية في قوة أذربيجان وقوتها كدولة تهدد تماسك وجغرافية إيران الحالية؛ حيث يوجد هناك جزء من إيران أذريون ويسعون للاستقلال عن إيران أو الانضمام إلى دولة أذربيجان، فهناك مواجهة بين إيران الدينية وأذربيجان العالمية (غالبية سكانها يعتقدون بالمذهب الشيعي).



شارك