ذكري وفاة مهسا أميني تهدد باشتعال الاحتجاجات في إيران

السبت 16/سبتمبر/2023 - 01:55 م
طباعة ذكري وفاة مهسا أميني أميرة الشريف
 
أفادت شبكة حقوق الإنسان في كردستان بأن قوات الأمن الإيرانية أطلقت سراح والد مهسا أميني بعد اعتقاله لفترة وجيزة بعد تهديده بعدم إحياء ذكرى وفاة ابنته.
ويصادف اليوم 16 سبتمبر الذكرى الأولى لوفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني، التي صمم الإيرانيون في الداخل والخارج على إحيائها رغم حديث ناشطين عن تجدد القمع لمنع احتجاجات محتملة.
ووفق تقارير إعلامية فقد تجدد القمع، لمنع احتجاجات محتملة في الذكرى الأولى لوفاة أميني، وعمّت المدن الكبرى في إيران موجة غضب واحتجاجات بعد وفاة الشابة ذات الـ22 عاما إثر احتجازها من شرطة الأخلاق التي اعتبرت أنها انتهكت قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.
وفي 16 سبتمبر 2022، كانت الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني توفيت عن 22 عاما، بعد أيام على توقيفها من قبل الشرطة التي اعتبرت أنها انتهكت قواعد اللباس الصارمة في البلاد.
وتقول عائلة الشابة إنها توفيت من ضربة تلقتها على الرأس إلا أن السلطات تنفي ذلك.
وذكرت منظمة هنجاو لحقوق الإنسان، في تقرير لها ، أن أمجد أميني تم اعتقاله أثناء مغادرته منزله في منطقة غرب إيران.
وتفرض إيران قوانين صارمة تتعلق بالحجاب والزي الإسلامي للنساء، يُطلق على هذه القوانين اسم "قوانين الحجاب" أو "قوانين الزي الإسلامي"، حيث تهدف إلى فرض متطلبات معينة على ملابس النساء وتحديد ما يجب عليهن ارتداؤه في الأماكن العامة.
وتم تطبيق هذه القوانين بشكل صارم منذ الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، وتشمل المتطلبات عادة ارتداء الحجاب الشرعي الذي يغطي الشعر والجسم بشكل كامل ويشمل ملابس تغطي الجسم بشكل لائق، وكذلك ارتداء الحجاب الرسمي عند دخول المؤسسات الحكومية والمدارس والجامعات.
   وأثار الغضب على وفاة مهسا أميني احتجاجات قادتها خصوصا النساء واستمرت لأسابيع تم خلالها كسر محرمات مثل قيام نساء بخلع حجاباتهن في تحد صريح لسلطات جمهورية إيران الإسلامية.
   لكن بعد أشهر عدة تلاشى زخم هذه الاحتجاجات مع حملة القمع التي أسفرت عن مقتل 551 محتجا بينهم 68 طفلا و49 امرأة، على يد القوى الأمنية بحسب "منظمة حقوق الإنسان الإيرانية" ومقرها في النرويج، وتوقيف أكثر من 22 ألفا بحسب منظمة العفو الدولية.
   وأعدم سبعة رجال بعدما أدينوا في إطار قضايا مرتبطة بالاحتجاجات، فيما تفيد السلطات الإيرانية أن عشرات من عناصر الأجهزة الأمنية قتلوا في ما تصفه بأنه "أعمال شغب" أتت بدفع من حكومات أجنبية ووسائل إعلام مناهضة.
   ووفق ناشطين فإن السلطات جددت حملة القمع قبيل ذكرى وفاة مهسا أميني، ممارسةً ضغوطا على أقارب الذين قتلوا في الاحتجاجات لمنعهم عن الكلام.
   وأفادت منظمة هيومن رايتس ووتش ومقرها في نيويورك أن أفرادا من عائلات ما لا يقل عن 36 شخصا قتلوا أو أعدموا خلال حملة القمع خضعوا للاستجواب أو أوقفوا أو تمت مقاضاتهم أو صدرت أحكام سجن بحقهم في الشهر المنصرم.
   وقالت تارا سبهري فر كبيرة باحثي المنظمة والمتخصصة بشؤون إيران "تحاول السلطات خنق أي معارضة لمنع الجمهور من إحياء ذكرى وفاة مهسا أميني التي أصبحت رمزا لقمع السلطات المنهجي للنساء والظلم والافلات من العقاب".
   وأوقفت الصحافيتان اللتان قامتا بتغطية واسعة لوفاة أميني، نيلوفر حميدي وإلهة محمدي منذ عام تقريبا. وقد أوقفت الصحافية نازيلا معروفيان التي أجرت مقابلة مع أمجد والد مهسا أميني مرات عدة.
   وأفاد أمجد أميني لوسائل إعلام صادرة بالفارسية خارج إيران بأنه ينوي إحياء ذكرى وفاة ابنته السبت في مسقط رأس العائلة في سقز غرب إيران حيث يسكن الأكراد.
وذكرت وسائل إعلام ومن بينها إذاعة "راديو فردا" ومقرها في براغ أن مسؤولين في الاستخبارات استدعوه بعد هذا الإعلان لم يتم توقيفه، إلا أن خال أميني، صفا علي، أوقف في سقز في الخامس من سبتمبر.
   وذكرت منظمة "هنكاو" غير الحكومية التي تعنى بشؤون الأكراد أن الحكومة أرسلت تعزيزات أمنية إلى سقز ومناطق أخرى في غرب إيران قد تشهد احتجاجات.
   وفيما تستمر بعض النساء في الخروج علنا من دون حجاب ولا سيما في مناطق طهران الميسورة والليبرالية تقليدا، ينظر البرلمان الذي يسيطر عليه المحافظون في مشروع قانون يفرض عقوبات أقسى على مخالفة إلزامية وضع الحجاب.
   واتهمت منظمة العفو الدولية السلطات الإيرانية بارتكاب "سلسلة من الجرائم بموجب القانون الدولي للقضاء على أي تحد لقبضتها الحديد على السلطة" وأسفت لعدم التحقيق مع أي مسؤول بشأن وفاة مهسا أميني أو القمع.

شارك