هجوم حمص.. أكثر من 100 قتيل في هجوم بمسيرات انتحارية على كلية عسكرية سورية

الجمعة 06/أكتوبر/2023 - 02:02 م
طباعة هجوم حمص.. أكثر من أميرة الشريف
 
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ، بمقتل أكثر من 123 شخصا وإصابة ما لا يقل عن 150 آخرين في هجوم بطائرات مسيرة استهدف الكلية العسكرية في حمص بسوريا، في أكبر هجوم يستهدف القوات السورية منذ العام 2018.
ويعد الهجوم من أسوأ الهجمات على منشآت عسكرية سورية وأكثرها إراقة للدماء واستخدام الطائرات المسيرة المسلحة فيه غير مسبوق في البلد الذي يواجه حربا أهلية مستمرة منذ 12 سنة.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، في حين اتهم الجيش السوري "التنظيمات الإرهابية المسلحة المدعومة من أطراف دولية معروفة" بالوقوف خلف الاستهداف "عبر مسيّرات تحمل ذخائر متفجرة".
ونشرت القيادة العامة للقوات المسلحة بياناً قالت فيه إن القوات المسلحة "تعتبر هذا العمل إجرامياً غير مسبوق، وتؤكد أنها سترد بكل قوة وإصرار على هذه الجماعات الإرهابية أينما وجدت".
 وتستخدم الفصائل الجهادية التي تسيطر على جزء من الأراضي السورية أحيانا طائرات مسلّحة دون طيار لاستهداف مواقع عسكرية.
واستعادت القوات الحكومية بعد قتال عنيف في مايو 2017 السيطرة الكاملة على مدينة حمص بعدما شكلت معقلا للفصائل المعارضة إثر اندلاع النزاع عام 2011.
ونددت وزارة الخارجية من جهتها بـ"الجريمة النكراء" مطالبة الأمم المتحدة ومجلس الأمن بإدانة هذا العمل الإرهابي الجبان"، فيما أعلنت الحكومة الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام بدءا من الجمعة.
وفي وقت لاحق أفاد المرصد وشهود عيان عن قصف مدفعي نفذته القوات الحكومية على مدن عدة تحت سيطرة هيئة تحرير الشام"النصرة سابقاً" وفصائل متحالفة معها في محافظة إدلب "شمال غرب"، حيث تسبب القصف وفق المرصد بمقتل أربعة مدنيين.
وأوقع قصف مماثل على بلدة في ريف حلب الغربي، المجاور لإدلب، خمسة قتلى من عائلة واحدة هم سيدة مسنة وأولادها، وفق المرصد وفرق الدفاع المدني الناشطة في المنطقة.
وأعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في إيجاز صحافي عن أن الأمين العام يشعر بقلق بالغ إزاء الهجوم على الكلية العسكرية، مبدياً في الوقت ذاته قلقه من القصف الانتقامي من جانب القوات الموالية للحكومة على مواقع عدة في شمال غرب سوريا.
وأكد إدانته بشدة لجميع أعمال العنف وحثّه الأطراف كافة على احترام التزاماتها وضرورة حماية المدنيين والبنى التحتية المدنية.
وشيّعت سوريا، الدفعة الأولى من ضحايا الهجوم من أمام المستشفى العسكري في حمص، حيث تجمع العشرات من أهالي الضحايا، وسط أجواء من الحزن الشديد والوجوم.
وأجريت مراسم التشييع على دفعات لقرابة 30 قتيلا من عسكريين ومدنيين بحضور وزير الدفاع علي محمود.
وأدانت جمهورية مصر العربية بأشد العبارات، الهجوم الإرهابي ، وتقدمت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية ، بصادق تعازيها ومواساتها إلى حكومة وشعب دولة سوريا الشقيقة، وأسر الضحايا، داعية الله أن يتغمدهم برحمته، معربةً عن تمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين.
وجددت جمهورية مصر العربية موقفها الراسخ الرافض لكافة أشكال العنف والإرهاب وترويع المواطنين، داعيةً المجتمع الدولي لتكثيف الجهود من أجل اجتثاث الإرهاب من جذوره وتجفيف منابع دعمه وتمويله.
وأكدت الإمارات إدانتها الشديدة للهجوم الدموي ، مشيرة إلى رفضها جميع أشكال العنف والإرهاب التي تزعزع الأمن والاستقراروتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية.
كما أعربت الوزارة عن خالص تعازيها ومواساتها لحكومة الجمهورية العربية السورية وشعبها الشقيق ولأهالي وذوي الضحايا جراء هذه الجريمة النكراء، وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين.
وفي شمال شرق سوريا نفّذت تركيا سلسلة ضربات بطائرات دون طيار ضدّ أهداف عسكرية وبنى تحتية في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية التي يقودها الأكراد، ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل.
وأصيب شرطيان تركيان بهجوم نفذه شخصان على مقر وزارة الداخلية في أنقرة، تبنّاه حزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرّدا مسلحا ضد السلطات التركية منذ العام 1984.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن "الإرهابيَين جاءا من سوريا وتدرّبا هناك"، لافتا الى أن "كلّ البنى التحتية والمنشآت الكبيرة ومنشآت الطاقة التابعة للمجموعات الكردية المسلحة في العراق وسوريا هي أهداف مشروعة لقواتنا الأمنية".
وأدت الضربات على محافظة الحسكة إلى مقتل "ستة من أفراد قوات الأمن الكردي في غارة" استهدفت معملاً لتصنيع الحجارة في منطقة عامودا، وفق بيان عن المكتب الإعلامي لقوى الأمن الداخلي في شمال وشرق سوريا.
وفي وقت لاحق، أوضح المتحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية فرهاد شامي أن بين القتلى أحد عمال المعمل كما أسفرت غارة أخرى عن مقتل مدنيين آخرين كانا يستقلّان درّاجة نارية.
وتشنّ تركيا بين الحين والآخر ضربات تستهدف قوات سوريا الديموقراطية وعمودها الفقري وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة منظمة "إرهابية" وتعدّها امتدادا لحزب العمال الكردستاني.
وطالت الضربات التركية، وفق القوات الكردية، مرافق عدة بينها موقع لمخازن النفط ومحطات لتكرير النفط.
ودعت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في بيان المجتمع الدولي والتحالف الدولي والمؤسسات الأممية والحقوقية والإنسانية وكذلك روسيا إلى اتخاذ مواقف فعالة ورادعة لهذا الجموح التركي نحو فرض توازنات جديدة على سوريا ولكن عبر مناطقنا.
وأبدى المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتل قلق بلاده إزاء التصعيد العسكري في شمال سوريا.
وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعا داميا تسبب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.

شارك