العاهل الأردني اعتبره خط أحمر.. تحذيرات من تهجير الفلسطينيين وتدخل إيران وحزب الله في الصراع

الثلاثاء 17/أكتوبر/2023 - 02:43 م
طباعة العاهل الأردني اعتبره أميرة الشريف - فاطمة عبدالغني
 
حذر العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، 17 أكتوبر 2023، من محاولة "تهجير" الفلسطينيين إلى مصر أو الأردن، مضيفا أنه "يجب التعامل مع الوضع الإنساني داخل حدود قطاع غزة والضفة الغربية".
وقال الملك في مؤتمر صحفي بعد لقائه مع المستشار الألماني أولاف شولتس في برلين: "هذا خط أحمر، لأنني أعتقد أن الخطة لدى بعض المشتبه بهم المعتادين، هي محاولة خلق أمر واقع على الأرض".
وتابع: "لا لاجئين في الأردن، ولا لاجئين في مصر".
كما شدد على أن هناك "ضرورة ماسة لإيقاف العنف والقتل، لنرى ما الذي ممكن فعله فيما بعد، إذ لا يمكن استمرار العنف".
وتابع: "يجب وضع الفلسطينيين والإسرائيليين معا لنفكر في المستقبل، وإلا ستظل دوامة العنف مستمرة".
وكان العاهل الأردني قد حذر قبل بضعة أيام من "أية محاولة لتهجير الفلسطينيين من جميع الأراضي الفلسطينية أو التسبب في نزوحهم"، مؤكدا ضرورة "عدم ترحيل الأزمة إلى دول الجوار ومفاقمة قضية اللاجئين"، وفقا لبيان صادر عن الديوان الملكي.
وحذر الملك كذلك من "انتهاج سياسة العقاب الجماعي تجاه سكان قطاع غزة"، مؤكدا "ضرورة حماية المدنيين الأبرياء من الجانبين، انسجاما مع القيم الإنسانية المشتركة والقانون الدولي والقانون الدولي الإنسان".
وكان حذّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، من محاولات تصفية القضية الفلسطينية، مشددا على ضرورة أن يبقى الشعب الفلسطيني صامداً ومتواجداً على أرضه.
واعتبر أن حجم المخاطر في قطاع غزة "كبير"، مؤكداً أن مصر تبذل قصارى جهدها لاحتواء التصعيد، ومستعدة للوساطة بالتنسيق مع الأطراف الدولية والإقليمية.

واتهم السيسي في كلمته أطرافاً لم يسمها، بـ"السعي إلى حرف القضية الفلسطينية عن مسارها الساعي لإقرار السلام القائم على العدل، وعلى مبادئ أوسلو، والمبادرة العربية للسلام، والعمل على تصعيد يؤدي إلى حرف هذا المسار، وإلى صراعات صفرية لا منتصر فيها ولا مهزوم، تخل بمبادئ القانون الدولي والإنساني، وتخالف مبادئ الأديان والأخلاق".
وقال السيسي إن القضية الفلسطينية هي "قضية القضايا"، وشدد على أنه من المهم أن يبقى الشعب الفلسطيني صامداً ومتواجداً على أرضه، و"نحن سنبذل أقصى جهد".
وأضاف: "المرحلة الحالية صعبة، ونبذل كافة الجهود لاحتواء التصعيد القائم والاقتتال الحالي، ونحاول الوصول إلى وقفه والتخفيف عن أشقائنا في فلسطين وقطاع غزة واتصالاتنا لا تنتهي. نتواصل مع كافة قادة العالم والجميع مهتم. حريصون على وصول كافة المساعدات إلى قطاع غزة".
وأردف "يجب أن نتعامل بالعقل إلى جانب التعاطف مع القضية، حتى نصل إلى السلام والأمان بشكل لا يكلفنا الكثير، وهذا لا يعني أننا لا نريد تحمل تكاليف معينة، ولكن في إطار قدراتنا. من المهم الانتباه لما يحدث وحجم مخاطره.. هذه القضية هي قضية العرب جميعاً، ومن المهم أن يصمد شعبها، وأن يكون على أرضه، ونبذل كل الجهود للتخفيف عنهم".
ودعا السيسي، كافة أطراف النزاع إلى "إعلاء لغة العقل والحكمة، والالتزام بأقصى درجات ضبط النفس، وإخراج المدنيين والأطفال والنساء، من دائرة الانتقام الغاشم، والعودة فوراً للمسار التفاوضي، تجنباً لحرائق ستشتعل".
من جانبه، حذر المستشار الألماني أولاف شولتس إيران وحزب الله اللبناني من التدخل في الصراع بين إسرائيل وحركة حماس.
وقال شولتس  في برلين قبل مغادرته إلى إسرائيل: "بالتعاون مع حلفائنا نبذل كحكومة ألمانية قصارى جهدنا لضمان عدم تصعيد هذا الصراع بشكل أكبر.. مرة أخرى أحذر صراحة حزب الله وإيران من التدخل في الصراع".
والتقى شولتس في وقت سابق اليوم العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في برلين. وقال شولتس إن كلا البلدين يسعى إلى تحقيق هدف منع اندلاع حريق في المنطقة.
من جانبه، شدد العاهل الأردني على ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية للتخفيف من معاناة المدنيين من الجانبين.
تجدر الإشارة إلى أن شولتس سيكون أول رئيس حكومة يظهر تضامنه لإسرائيل من خلال زيارتها الثلاثاء، 17 أكتوبر وذلك بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس عليها. 
ويعتزم شولتس لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب، ومقابلة أقارب رهائن اختطفتهم حماس. وعقب عشرة أيام من الهجوم على إسرائيل، يريد المستشار أيضا التعرف على الوضع في منطقة الحرب ومناقشة سبل الحيلولة دون نشوب حريق هائل في المنطقة.

وكانت أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، ردا على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق الاحتلال الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.

شارك