حوادث القرصنة المتسلسلة.. تنسيق وتخادم أذرع إيران لاستهداف خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر

الجمعة 01/ديسمبر/2023 - 12:50 م
طباعة حوادث القرصنة المتسلسلة.. فاطمة عبدالغني
 
طالبت الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والامم المتحدة بالبدء بتصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية وادراجهم في قوائم الإرهاب الدولية، وتجفيف المنابع المالية والسياسية والإعلامية للحركة، وسن القوانين التي تفرض العقوبات على قياداتها وتجميد اصولهم ومنع سفرهم، والتحرك بحزم والقيام بمسئولياتهم القانونية في صون السلم والامن الدوليين، وعدم السماح للسلوك الضار للنظام الإيراني ان يمر دون رادع، ومواجهة الإرهاب الممنهج والتهديد الذي تشكله طهران وميليشياتها -وفي المقدمة الحوثيين- والذي تدفع دول وشعوب المنطقة ثمنه فادحا.
وقالت الحكومة على لسان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن "حوادث القرصنة المتسلسلة التي تعرضت لها ناقلة الكيماويات (CENTRAL PARK) في 26 - 27 نوفمبر، بدءاً من تهديد مليشيا الحوثي لطاقم السفينة لإجباره على تحويل مسارها باتجاه ميناء الحديدة أثناء عبورها في البحر الأحمر، ثم صعود 5 قراصنة صومال في محاولة فاشلة لاختطافها، وانتهاء باستهدافها بصاروخين اطلقا من مناطق سيطرة الحوثي، سقطا في خليج عدن، تؤكد التنسيق والتخادم بين تلك الجماعات الارهابية برعاية وتخطيط وتسليح ايراني".
وأضاف الإرياني في تغريدة له على موقع إكس إن "هذا التنسيق والتخادم الواضح بين اذرع ايران في تلك الحادثة وغيرها من العمليات الإرهابية التي تستهدف السفن التجارية في خطوط الملاحة الدولية، جاء بعد المعلومات الهامة التي كشف عنها التقرير الاخير الصادر عن فريق الخبراء المعني باليمن التابع للأمم المتحدة، بشأن شبكة تهريب منسقة بشكل وثيق تعمل بين مليشيا الحوثي وحركة الشباب المجاهدين الصومالية، وتلقيمها الأسلحة من مصدر مشترك "إيران" امتداد لمسلسل الارهاب المتجذر الذي تمارسه منذ الثورة الخمينية".
وحذر الإرياني من تصاعد وتيرة عمليات القرصنة في البحر الأحمر وخليج عدن، وآخرها محاولة اختطاف ناقلة الكيماويات (CENTRAL PARK)، والهجوم الصاروخي عليها، والذي جاء بعد ساعات من تعرض سفينة الحاويات (CMACGM Symi)  لهجوم بمسيرة إيرانية في المحيط الهندي، وفي ظل استمرار مليشيا الحوثي في احتجاز حاملة المركبات "غالاكسي ليدر" اليابانية، وتداعيات تلك العمليات الكارثية على الاقتصاد الوطني، والاوضاع الإنسانية والمعيشيه المتردية جراء ظروف الحرب والانقلاب.
ولفت الإرياني إلى أن حوادث القرصنة البحرية التي يقوم بها مليشيا الحوثي ليست ظاهرة جديدة، فقد سبق وقامت في 2016 بإطلاق الصواريخ على البحرية الأمريكية بالقرب من باب المندب، واستخدمت قوارب مفخخة مسيرة عن بعد للهجوم على مدينة المخا على البحر الأحمر في 2017، وهاجمت سفن سعودية في ميناء الحديدة في 2018، وهاجمت مينائي النشيمة في محافظة شبوة، والضبة بمحافظة حضرموت، واستهدفت ناقلة نفطية في ميناء قناة النفطي بشبوة منتصف نوفمبر 2022، وزرعت المئات من الألغام البحرية بشكل عشوائي في المياه الإقليمية.
وأردف الإرياني "لقد بات من الواضح بعد تسعة اعوام من عمر الانقلاب صحة تحذيراتنا طيلة السنوات الماضية من خطورة استمرار سيطرة مليشيا الحوثي، على أجزاء من الشريط الساحلي وموانئ الحديدة الثلاثة، ونقضها كافة الاتفاقات، بما فيها اتفاق السويد، واتخاذ تلك الموانئ منطلقاً لعمليات القرصنة وتهديد السفن التجارية وناقلات النفط في خطوط الملاحة الدولية، وتقويض جهود التهدئة وإحلال السلام، وانتهاكها لجميع القوانين والمواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن، والذي لا يشكل خطراً على اليمن فحسب بل على سلامة السفن التجارية وناقلات النفط وأمن خطوط الملاحة الدولية".
وتأتي تصريحات وزير الإعلام اليمني بعد إعلان وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أنّ سفينة حربية أمريكية أسقطت صباح الأربعاء 29 نوفمبر، أثناء إبحارها في جنوب البحر الأحمر، طائرة مسيّرة إيرانية الصنع أطلقت من منطقة في اليمن يسيطر عليها الحوثيون.
وقالت القيادة العسكرية الأمريكية الوسطى "سنتكوم" في بيان على موقع "إكس" إنّه قرابة الساعة 11,00 بتوقيت صنعاء، وأثناء إبحارها في جنوب البحر الأحمر، أسقطت المدمرة "كارني" المزوّدة بصواريخ موجّهة "طائرة بدون طيّار إيرانية الصُنع من طراز كاس-04 انطلقت من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن".
وأشارت إلى أنّه "على الرّغم من أنّ نواياها غير معروفة، إلا أنّ المسيّرة كانت متّجهة نحو السفينة الحربية"، ومؤكّدة أنّ القوات الأمريكية لم تتكبّد خسائر في العديد أو العتاد.
وكانت جماعة الحوثي توعدت السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية "نصرة لقطاع غزة"، داعية الدول إلى "سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن.

ففي 19 أكتوبر الماضي اعترضت القوات الأمريكية صواريخ أُطلقت من اليمن، رجحت التقديرات حينها أنها كانت تستهدف إسرائيل.
وفي 27 أكتوبر تعرضت مدينتا طابا ونويبع المصريتان لقصف بطائرات مسيرة، رجحت التحليلات حينها أنها حوثية وأطلقت لاستهداف إسرائيل، أعقبها إسقاط سفينة حربية أمريكية، طائرة مسيرة انطلقت من اليمن، في البحر الأحمر.
وفي 19 نوفمبر الماضي، اختطفت الحوثيين السفينة الإسرائيلية "غلاكسي ليدر" التي يملكها رجل الأعمال الإسرائيلي رامي أونغار.
وفي 24 نوفمبر الماضي، أطلق الحوثيين صواريخ ومسيّرات باتجاه تل أبيب، إلا أن تل أبيب تؤكد فشل تلك الهجمات في بلوغ أهدافها.
وفي 27 نوفمبر الماضي، أطلقت، ميليشيا الحوثي صاروخين باليستيين على المدمرة الأمريكية "يو إس إس ميسون"، بعد أن اعتقلت 5 أشخاص حاولوا اختطاف سفينة مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي في خليج عدن، وفق شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية، في بيان عبر منصة "إكس" إن المدمرة الأمريكية كانت قد تلقت نداء استغاثة من الناقلة التجارية "إنديانابوليس" التي تحمل شحنة من حمض الفسفوريك، وتديرها شركة "زودياك"، المملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر.
وفي 28 نوفمبر حلقت طائرة إيرانية مسيّرة قرب حاملة الطائرات "يو إس إس دوايت دي أيزنهاور"، وقال الأدميرال براد كوبر في بيان إن الطائرة الإيرانية المسيّرة حلقت على مسافة 1500 متر من حاملة الطائرات أيزنهاور، بينما كانت الحاملة تنشط في إطار عمليات طيران في الخليج، متجاهلة "العديد من التحذيرات" وانتهكت "إشعارا للطيارين" بترك مسافة تتجاوز عشرة أميال بحرية (18,5 كيلومترا).
يشار إلى أنه بعد تكرار حوادث اختطاف السفن في خضم الحرب الإسرائيلية على غزة، عبرت حاملة الطائرات الأمريكية "دوايت دي أيزنهاور" لمضيق هرمز لدخول مياه الخليج العربي للقيام بدوريات لضمان حرية الملاحة في الممرات المائية الدولية ودعم القوات الأمريكية بجميع بالمنطقة.

شارك