استراليا تعلن حادث الطعن في كنيسة اشورية عملا ارهابيا

الثلاثاء 16/أبريل/2024 - 11:30 ص
طباعة استراليا  تعلن  حادث روبير الفارس
 
علنت الشرطة الأسترالية الثلاثاء أنّ الهجوم الذي استهدف بواسطة سكّين مصلّين في كنيسة آشورية في سيدني الإثنين وأصيب خلاله أربعة أشخاص بجروح هو "عمل إرهابي" نفّذه لدوافع دينية فتى يبلغ من العمر 16 عامًا تمّ توقيفه، داعية أبناء الرعيّة الغاضبين إلى التحلّي بالهدوء.وأوضحت الشرطة أنّ جروح المصابين الأربعة "لا تهدّد حياتهم"، مشيرة إلى أنّ في عداد هؤلاء الجرحى أسقف الكنيسة والمهاجم.ووقع الهجوم مساء الإثنين في كنيسة المسيح الراعي الصالح الآشورية بينما كان الأسقف المسنّ يلقي عظة نُقلت وقائعها مباشرة بالصورة والصوت عبر الإنترنت. وعلى مرأى من المصلّين داخل الكنيسة ومتابعي العظة عبر الإنترنت، انقضّ المهاجم بسكّينه على أسقف الكنيسة الأشورية الشرقية القديمة المطران مار ماري عمانوئيل، في هجوم وحشي أثار حالة من الذعر والغضب العارمين.
وخلال مؤتمر صحفي الثلاثاء، قالت كارين ويب، مفوّضة شرطة نيو ساوث ويلز، إنّه "بعدما أخذتُ كلّ العناصر في الاعتبار، أعلنتُ أنّه كان عملاً إرهابياً". وأضافت أنّ التحقيق خلص إلى أنّ الهجوم هو عمل "متطرف" مدفوعاً بدوافع دينية. وأوضحت أنّ المشتبه به "معروف لدى الشرطة" لكنّه لم يكن مدرجاً على أيّ قائمة من القوائم المخصّصة لمراقبة الإرهابيين.وتقع كنيسة الراعي الصالح في ضاحية ويكلي غربي سيدني. وتسكن في هذا الحي مجموعة صغيرة من المسيحيين الأشوريين الذين فرّ عدد كبير منهم من الاضطهاد والحرب في العراق وسوريا.
وسادت أجواء متوترة خارج الكنيسة بعد الهجوم، إذ حاول مئات من الأهالي اختراق فرقة من شرطة مكافحة الشغب للوصول إلى المشتبه به. وسرعان ما تحوّلت هذه المناوشات بين المحتجّين الذين ناهز عددهم 500 شخص وعناصر شرطة مكافحة الشغب إلى مواجهات وأعمال شغب استمرّت زهاء ثلاث ساعات وتلقّى خلالها حوالى 30 شخصاً إسعافات أولية.وألقى المحتجّون زجاجات وحجارة ومقذوفات أخرى أثناء محاولتهم اختراق الطوق الأمني لوضع أيديهم على المهاجم، قبل أن تنجح قوات الأمن في تفريقهم. وألحقت أعمال الشغب أضراراً بعشرين سيارة للشرطة وعدد من المنازل القريبة، فضلاً عن إصابة اثنين على الأقلّ من عناصر الشرطة بجروح.والثلاثاء، قال مايك بورجيس، مدير الاستخبارات الأسترالية، في معرض تعليقه على الهجوم الذي استهدف الكنيسة إنّه "في هذه المرحلة، يبدو أنّه عمل فردي". وأضاف "ليس هناك ما يشير إلى تورّط أيّ شخص آخر، لكنّ التحقيق لا يزال مفتوحا"، مؤكّداً أنّ لا حاجة لرفع مستوى التهديد الإرهابي في البلاد.من ناحيتها، طمأنت الشرطة إلى أنّ حياة أسقف الطائفة الآشورية ليست في خطر.أما المهاجم الذي قالت الشرطة في البداية إنّ عمره 15 عامًا قبل أن تعود وتوضح أنّه يبلغ 16 عامًا، فأصيب بجروح في يده وتمّ علاجه وتوقيفه.
وخلال الليل، عاد الهدوء إلى المكان، لكنّ الشرطة عزّزت انتشارها في المنطقة لحماية المباني الدينية. قالت خدمات الطوارئ إن أربعة أشخاص يتلقون العلاج من "إصابات لا تهدد حياتهم" بعد تعرضهم للطعن خلال في كنيسة في غرب سيدني الاثنين. ويأتي الحادث بعد يومين فقط من هجوم بسكين في مركز تجاري بشرق سيدني أدى إلى مقتل ستة أشخاص.وأظهرت لقطات مباشرة الهجوم الذي وقع الاثنين في كنيسة "الراعي الصالح" الآشورية، غرب المدينة، عندما اقترب رجل من المذبح، ورفع ذراعه اليمنى وطعن المطران مار ماري عمانوئيل بسكين، مما أثار الذعر بين المصلين الذين بدأوا بالصراخ. وبدا أن عددًا من الأشخاص هرعوا للمساعدة.وقالت خدمة الإسعاف إنّ أربعة رجال تتراوح أعمارهم بين 20 و70 عامًا يتلقون العلاج من إصابات. وفي سياق متصل ارسل  أمين سرّ دولة الفاتيكان، الكاردينال بيترو بارولين، برقية  موجهة إلى رئيس أساقفة سيدني، أنتوني فيشر، أعرب البابا فرنسيس عن حزنه العميق إزاء حادثة الطعن التي وقعت في مركز تسوق مزدحم في سيدني بأستراليا
وأكد البابا "قربه الروحي من جميع المتضرّرين من هذه المأساة التي لا معنى لها"، وخاصة أولئك الذين يشعرون الآن بالحداد على فقدان أحد أحبائهم. وقدّم البابا فرنسيس صلاته من أجل الضحايا والجرحى وكذلك المسعفين، داعيًا للأمة ببركات التعزيّة والقوة الإلهية".

شارك