وصول سليماني للحكم يُضفي مزيداً من التعقيد على المشهد الإيراني

السبت 13/أغسطس/2016 - 08:18 م
طباعة وصول سليماني للحكم
 
مع قرب إعلان مجلس صيانة الدستور مواعيد تسجيل وإجراء الانتخابات الرئاسية والبلدية في إيران، تصاعدت مخاوف قطاع كبير من المراقيبن بشأن الحديث عن نية قائد الحرس الثوريالإيراني قاسم سليماني الترشح للانتخابات الرائسية، إذ يعتبر سليماني من المحسوبين على التيار المًتشدد في إيران وفي وصوله للحكم مزيد من تعقد المشهد الإيراني خاصة ان طهران لاعب بارز في العديد من قضايا المنطقة.
ووفق الدستور الإيراني، فالذين يُريدون الترشح لانتخابات مجالس البلديات عليهم الاستقالة قبل موعد التسجيل بستة أشهر على الأقل من مناصبهم الحكومية إذا كانت هذه المناصب تعتبر مناصب من رتبة مدير إدارة وأعلى، أما بالنسبة إلى انتخابات رئاسة الجمهورية فليس على المرشحين أن يستقيلوا من مناصبهم الحكومية، إلا إذا كانت تعتبر مناصب عسكرية، وعلى الذين يريدون التسجيل لانتخابات رئاسة الجمهورية أن يكونوا من المدنيين، ولهذا فإن قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، الذي يشدد العديد على ترشيحه لانتخابات رئاسة الجمهورية، عليه أن يستقيل من منصبه في الحرس الثوري قبل موعد التسجيل للانتخابات بستة أشهر على الأقل إذا أراد الترشح لخوض السباق.

وصول سليماني للحكم
وعلى الرغم من أن المقربين من الجنرال سليماني نفوا وجود نية له للدخول في المنافسة الانتخابية، على الأقل في هذه الجولة الانتخابية، فيما يصفه آخرون بـ"البطل القومي المحترم من جميع فئات الشعب"، ودخوله المعترك السياسي سيضعه في موقع الحملات التشنيع السياسية من قبل خصومه في الانتخابات، وممكن أن يقوم هؤلاء بالتشكيك بأعمال فيلق القدس في سورية والعراق، على الأقل لأغراض انتخابية، وهذا ما لا يعتبر من مصلحة النظام.
وفيما يبدو محاولة من الرئيس الإيراني الإصلاحي حسن روحاني، معالجة القصور في برنامجه الذي لم يتمكن من تنفيذ العديد من بنوده،  رصد مراقبون توجه روحاني إلى الوعود بمنح المزيد من الحريات والحقوق لتعويض تعثره في تحقيق الرفاهية في مواجهة خصومه من التيار المحافظ.
وأعلن مجلس صيانة الدستور رسميا أن موعد التسجيل لانتخابات رئاسة الجمهورية في إيران سيكون بين 11 و17 سبتمبر 2017، حيث ستجرى الانتخابات في 19 مايو عام 2018.

فشل روحاني فشل للتيار الإصلاحي

فشل روحاني فشل للتيار
والرئيس روحاني الذي يُصف بالمُعتدل فشل في تنفيذ وعوده لحل المشاكل الاقتصادية، بعد التوقيع على الاتفاق النووي، ما يضعه بحسب مراقبين في خانة الضعف، حيث إن معارضيه بدأوا هجوماً عنيفا عليه، مستغلين فشل سياساته الاقتصادية، ومن المتوقع أن تشتد الانتقادات له كل ما اقتربنا من موعد انتخابات رئاسة الجمهورية المقبل، حيث إن بعض هذه الانتقادات وصل إلى مرحلة إهانة رئيس الجمهورية، وطالب مكتب الرئيس السلطة القضائية بملاحقة الذين يهينون الرئيس قضائيا، حسب قانون الجرائم السياسية الذي أقر العام المنصرم.
وسعى روحاني هو الرئيس السابق على أكبر رفسنجاني إلى النجاح في انتخابات مجلس صيانة الدستور، إلا انهم فشلوا في ذلك وعولوا فشلهم على تجاوزات زعموا أنها شابت العملية الانتخابية وقتها إلا انهم لم يتمكنوا من تقديم ما يثبت ذلك.

وصول سليماني للحكم
وبما أن حل المشاكل الاقتصادية يعتبر مستحيلا على الأقل خلال الأشهر الباقية على إجراء الانتخابات، يبدو أن الرئيس روحاني بدأ يراهن على سياسة حل مشكلات الحقوق الاجتماعية والحريات الشخصية التي وعد بتنفيذها قبل انتخابه رئيسا للجمهورية كخطة مضادة لخصومه في الانتخابات، وتساءل روحاني، في كلمة له أمام مديري وزارة التربية والتعليم الإيرانية: هل تعتقدون أنه من الممكن تجميع أطباق الأقمار الاصطناعية وفلترة الشبكات الاجتماعية لوقف تدفق المعلومات التي لا نريدها؟.
وأضاف محاولاً مُداعبة مشاعر الإيرانيين الذين يُطيقون إلى مزيد من الحريات: "قمنا بمنع استعمال الفيديو واعتقال جميع الذين يحملون أشرطته في بداية الثورة، ماذا كانت النتيجة؟ هل تظنون أن فلترة شبكات الاتصالات، والفضاء الالكتروني، واتصالات الإنترنت وجميع شبكات التواصل الاجتماعي أمر ممكن؟ 

وصول سليماني للحكم
وروحاني يوجد بينه وبين علي خامنئي المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية صراع خفي، فخامنئي فعلياً هو من يملك كل شي الجيش والقضاء والمؤسسات السيادية بينما يسعى روحاني إلى تحقيق مكاسب وصلاحيات أكثر له. 
واختتم رئيس الجمهورية كلامه قائلا: "لا تظنوا أنه بالإمكان العيش في العالم الحديث، ونحن نغلق جميع الأبواب على أنفسنا"، وروحاني نفسه كان ضمن النواب المصوتين على القانون الذي منع استعمال الفيديو وسمح للشرطة باعتقال كل من يحمل أشرطته في بدايات الثورة الإيرانية، وكان ضمن النواب المصوتين على قانون منع استعمال أجهزة استقبال الاقمار الاصطناعية، ومصادرة كل أطباق الاستقبال وتجريم ملكيتها، عندما كان نائبا على لائحة المحافظين في مجلس الشورى الايراني، ما يعني أن حديث روحاني عن مثل هذه الامور للاستهلاك الانتخابي وفقط.  
وعلى الرغم من أن روحاني يعلم أن فك تلك القيود لمنح المزيد من الحريات الشخصية ليس من سلطات الحكومة في إيران، إذ هي من سلطات الأجهزة التي تعتبر تحت سلطة القائد الأعلى للثورة، مثل قوى الأمن والحرس الثوري والجهاز القضائي، والتي تعتبر جميعها ضمن نفوذ مجموعة المحافظين في الجمهورية المحافظة، فإنه يسعى لاستغلال هذا التحرك كرأس حربة للضغط على خصومه السياسيين الآتين من المجموعة المحافظة للدخول في المعركة الانتخابية.

وصول سليماني للحكم
ويرى مراقبون أن رهان روحاني بمنح المزيد من الحقوق والحريات لتعويض إخفاقه في تحقيق وعوده الاقتصادية يعد استحضارا لتجربة ناجحة تمكن خلالها الرئيس السابق أحمدي نجاد من حسم معركته الانتخابية، حيث سبق لنجاد أن استخدم هذه الحربة في انتخابات عام 2005 ضد خصومه السياسيين حين أجاب عن سؤال بشأن الحجاب قائلا: "حجاب النساء آخر مشكلة في هذا البلد، ولدينا مشاكل أكبر نفكر بها بدلا من خروج غرة شعر سيدة من تحت الحجاب". وكان لهذا الكلام أثر كبير في جذب آراء الكثير من النساء في الجمهورية التي تفرض على النساء الحجاب.

شارك

موضوعات ذات صلة