اعترافات نائب المرشد تحرج "الإخوان".. وانقسامات جديدة داخل الجماعة

الإثنين 07/سبتمبر/2015 - 07:04 م
طباعة نائب المرشد ابراهيم نائب المرشد ابراهيم منير حسام الحداد
 
أشرنا في تقارير سابقة إلى الوضع المتأزم داخل جماعة الإخوان، وكذلك تناولنا الانقسامات التي ضربت صفوف الجماعة بعد 30 يونيه 2013، ودعواتها المتكررة لاستخدام العنف ضد الشعب المصري واجهزة الدولة. واستكمالا لما بدأناه منذ فترة نتناول اليوم ردود افعال الجماعة حول اعترافات نائب المرشد إبراهيم منير، وكذلك فضائح انتخابات مجلس شورى الجماعة الأخيرة فقد أحدث اعتراف إبراهيم منير، نائب مرشد جماعة الإخوان، انقساما حادا داخل صفوف التنظيم، وذلك بعدما أعلن عدد من قيادات الجماعة رفضهم لتصريحات منير، وسخروا من تصريحاته مطالبين إياه بوقف التصريحات حول الإخوان، فيما دافعت قيادات بلندن عن تصريحات نائب مرشد الجماعة، موضحين أن اعترافه جاء محاولة لإنهاء أزمة التنظيم.
اعترافات نائب المرشد
ففي البداية هاجم أنس حسن، مؤسس شبكة رصد الإخوان، إبراهيم منير، لافتا إلى أن جماعة الإخوان بُنيت على أساس العمل الدعوي والسياسي وفجأة يتم سحب كل هذه البيئة واستبدالها ببيئة الصراع حينها تلجأ الجماعة لفقه الاستضعاف كطريق وحيد لتجاوز بيئة الصراع، وأضاف حسن، في بيان عبر صفحته على "فيس بوك"، أن تصريحات إبراهيم منير لا تصدر من قيادي إخواني لكنها تصدر من شخص يكره الجماعة، من جانبه شن محمد صابر، أحد قيادات اللجنة المركزية لشباب الإخوان، هجوما عنيفا على إبراهيم منير نائب مرشد الجماعة، بعد اعتراف الأخير أن الجماعة تمارس عنفا واضحا وأنها تتجه لتجربة الإسلاميين في الجزائر، كما اشرنا على بوابة الحركات الإسلامية في تقريرنا أمس الأحد 6 سبتمبر 2015. 
وقال صابر في بيان له: "تصريحات إبراهيم منير كارثية، فجماعة الإخوان التي تربينا فيها وقرأنا كتبها تختلف كثيرا عما يقوله إبراهيم منير، فهو يقوم بشيطنة للمخالفين والمطالبين بالمراجعة وتشكيك في ولائهم، ولديه قراءة معوجة للتاريخ ورؤية شديدة القصور والضحالة واعتبار ذلك من طبيعة الأشياء"، وأضاف: "إبراهيم منير يحكى أحداثا من 60 سنة، ويرى أن الإخوان لم يتم خدعاهم، وحديثه أنه لا يوجد مراجعة في وقت المحنة هو أمر مرفوض".

محمد سودان
محمد سودان
في المقابل دافع محمد سودان، المتحدث باسم لجنة العلاقات الخارجية لحزب الحرية والعدالة المنحل، والمتواجد حاليا في لندن، عن إبراهيم منير، وقال إن تصريحات نائب مرشد الإخوان، جاءت نتيجة اللغط الذي انتشر في بعض مواقع التواصل الاجتماعي عن تغيير نهج الجماعة إلى حمل السلاح، وأضاف سودان، أنه لهذه الأسباب تم هذا الحوار مع نائب المرشد العام للإخوان لتوضيح هذا اللبس، وإصرار الجماعة للبقاء على منهجها. 

كمال حبيب
كمال حبيب
من جانبه أكد الدكتور كمال حبيب، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، أن تصريحات إبراهيم منير نائب مرشد الإخوان والذى اعترف بأن الجماعة انجرت إلى العنف، لا تعنى تراجعا وإنما تكشف عمق الأزمة في الإخوان وأنه لم يعد مقبولا السكوت عليها، لافتا إلى أن عادة جماعة الإخوان والجماعات العقدية تخفى خلافاتها الداخلية ولا تطرحها علنا، وإنما حين يبلغ السيل الربى وترتفع أصوات تحركها عواطفها ومشاعرها ونزقها نحو العنف، فإن الساكتين يتكلمون، بصرف النظر عن طرح الخلافات علنا على الناس . 

طارق البشبيشى
طارق البشبيشى
وأضاف حبيب، في تصريحات صحفية، أن هناك أزمة حقيقية حول العنف داخل الإخوان والاتجاه إليه، وهذه الأزمة لا تجد المركز الذى يوقفها، ومن هنا ينتقل السجال حولها علنا إلى الخارج، حيث أصبحت قيادات الجماعة يقولون أزمة التنظيم بأنفسهم وهذا يعنى وجود أزمة عاصفة وقوية تعرض الجماعة للانقسام الرأسي الخطير وفى نفس السياق قال طارق البشبيشى، القيادي السابق بجماعة الإخوان، إن هناك قيادات كبرى بالجماعة تسعى كي تهرب من التنظيم بعد اشتعال الأزمة، وسيصدرون بيانات يعلنون فيهم تخليهم عن مسئولية الجماعة، متابعا: "على من يسعون من قيادات الجماعة إخلاء مسئوليتهم عن العنف أن يسألوا أنفسهم من حرض شباب الجماعة هي هذه القيادات القطبية التي تؤمن بالعنف والقوة في الوصول للسلطة". وأضاف البشبيشى أنه إذا كان إبراهيم منير نائب مرشد الإخوان، شجاعا فليخبرنا عن رأيه في إنشاء حسن البنا للتنظيم المسلح ورأيه في أعمال العنف والإرهاب والاغتيالات التي قام بها هذا التنظيم بأوامر حسن البنا نفسه، ولو تملكته الشجاعة فليعلن عن رأيه في أفكار سيد قطب التكفيرية التي يربون عليها شبابهم داخل الأسر الإخوانية"، وأوضح أن الإخوان تنظيم مخادع فبعدما فشلوا في العنف وانكشف إرهابهم يريدون الآن أن يستخدموا التقية للعودة مرة أخرى ونحن نحذر من الانخداع بهذه الألاعيب".
وليد البرش
وليد البرش
ومن جانبه قال وليد البرش، مؤسس حركة تمرد الجماعة الإسلامية، إن اعترافات إبراهيم منير بانجرار الإخوان نحو العنف يؤكد أن الجماعة وقياداتها مغيبة، وأضاف في بيان للحركة: "إبراهيم منير يقول إن إعلام الإخوان يجر الشباب نحو العنف، والإخوان يلغون عقولهم، فمتى يعي المغيبون أنهم مجرد أداة يصنع بها قادتهم مجدهم الشخصي ولا علاقة لهم بمجد الإسلام، فلو لم يلغ قادة الجماعات عقول أفرادهم بالسمع والطاعة وبتقديس القادة لم يكن هناك جماعات ولا مغيبون ولا إساءة وتشويه للدين". كان إبراهيم منير نائب المرشد العام لجماعة الإخوان، قد حذر من انزلاق الجماعة إلى تجارب جماعات إسلامية مارست العنف مثل جبهة الإنقاذ في الجزائر والجماعة الإسلامية في مصر، أثناء فترة التسعينيات، كما اعترف بتورط قنوات إخوانية وقيادات بالجماعة في التحريض على العنف.

فضائح تزوير انتخابات شورى الجماعة

فضائح تزوير انتخابات
وعلى صعيد متصل واصلت مجموعة "صوت الإخوان" المعروفة إعلاميا بـ"وكيليكس الإخوان"، وهى المجموعة التابعة للإدارة الجديدة للجماعة التي يترأسها محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد، نشر وثائق جديدة لفضح قيادات الجماعة التاريخية والتي سمتها بـ"العواجيز"، ونشرت مجموعة "صوت الإخوان" وثائق جديدة تؤكد فبركة الجماعة لاجتماعات مجلس شورى التنظيم العالمي للجماعة، كما أنها تؤكد اعتماد تنظيم الإخوان ما أسمته انتهاج المسار الثوري واعتماد العنف لمقاومة السلطات، وذلك بحضور محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان، كما كشفت الوثائق أيضا الخطة التي اتبعها محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان لتأجيل الانتخابات الداخلية من منتصف عام 2013 إلى عام 2015، وعدم تضمن الانتخابات الداخلية أعضاء مكتب الإرشاد وهو ما يخالف لائحة الجماعة الداخلية. فبركة مجلس شورى الإخوان ونشرت صفحة "صوت الإخوان" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وثائق كشفت عن فبركة محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام، اجتماع مجلس شورى الإخوان في يونيه الماضي 2015، الذى يعتبر الأساس اللائحي لمحاولة اختطاف "العواجيز" للقيادة وإقصاء الإدارة الثورية والإشارة فقط للخارج، وأوضحت الوثائق أن محضر الاجتماع أشار إلى أن هناك إجماعا على قرارات محمود عزت، رغم أن محضر الاجتماع يوجد به 6 من 13 لم يوافقوا على قراراته. 

طارق ابو السعد
طارق ابو السعد
وقالت الوثائق إن الانتخابات الداخلية للجماعة تأخرت لمدة عامين كاملين، حيث انتهت الدورة السابقة للانتخابات عام 2013، ولم يتم إجراء انتخابات داخلية لأعضاء مكتب الإرشاد، متسائلين: "لماذا تأخرت الانتخابات عامين كاملين حيث انتهت الدورة السابقة 2013؟، ولماذا لا يشمل قرار الانتخابات المكتب التنفيذي الأعلى وهو ضد اللائحة؟ ولماذا لم يتغير أفراده منذ تأسيسه من 10 سنوات ؟ كما كشفت الوثائق أن ميزانية الجماعة تم استقطاع 85% منها لقيادات إخوان لندن، موضحين أن هناك صلة قرابة بين أمين صندوق الميزانية وأكبر القيادات التاريخية للجماعة – في إشارة إلى إبراهيم منير نائب مرشد الإخوان، وتساءلت مجموعة محمد كمال: "كيف سيبرر محمود عزت فبركة أعداد التصويت مثل البند 2 في المحضر التفصيلي اعترض 2 من شورى الخارج (بخلاف الداخل) ومع ذلك أصبح إجماعا"، وقالت مجموعة محمد كمال: "وصلتنا رسالة ضمنية من أحد العقلاء تطالبنا بالتهدئة لعدم تعريض الإدارة للخطر لإعطاء فرصة لمحاولة جارية للإصلاح وسنلتزم بذلك بل ليس لدينا مانع من غلق الحساب لو تصحح الوضع بطريقة مؤسسية بعيدا عن وصاية العواجيز على مستقبل الجماعة كما تعودوا لعشرات السنين". ومن جانبه، قال طارق أبو السعد، القيادي السابق بجماعة الإخوان، إن كل طرف من أطراف أزمة الإخوان امتلك أوراقا تفضح الطرف الآخر للجماعة، فمجموعة محمود عزت تستخدم بعض قياداتها في تنظيم لندن والذين يسيطرون على مواقع التنظيم الدولي في فضح مجموعة محمد كمال. وأضاف أبو السعد أن مجموعة كمال امتلكت أيضا أوراقا تكشف كيفية سيطرة محمود عزت على التنظيم وإقحام نفسه في منصب القائم بأعمال المرشد عبر فبركة إجراءات تخالف اللائحة الداخلية، موضحا أن المعركة ستستمر والطرف الذى لديه معظم الملفات الادارية والمالية سيسعى للإطاحة بالطرف الآخر. 

ومن الواضح كما قلنا في تقارير سابقة ان اقدم جماعة ارهابية في الوطن العربي بدأت ان تتداعى وتنهار فتلك الازمة التي تمر بها ازمة داخلية وليست خارجية مما يؤكد على أن الجماعة تأكل نفسها من الداخل، وفي المقابل تتوالى الضربات الأمنية للجماعة في الداخل المصري، ويتنامى رفض الشارع لها في ظل ممارسات العنف التي تمارسها في مواجهة المواطن العادي.

شارك

موضوعات ذات صلة